فضيحة من العيار الثقيل : المالكي يهرب النفط الى اسرائيل ..اعتراف متأخر!!


الثلاثاء, 03 نيسان/أبريل 2012 17:59 |



عبد الله الفقير


كتاب من اجل الحرية


تناقلت وسائل الاعلام بلهفة الخبر الذي صرح به الشهرساتي بان الاكراد يقومون بتهريب ما يزيد عن مائة الف برميل نفط يوميا الى ايران,كنا قد كتبنا عن هذا الخبر قبل سنوات وتحدثنا كيف ان امريكا تغض النظر عن هذا التهريب رغم ادعائها انها تفرض عقوبات اقتصادية "شديدة" و"غير مسبوقة" على ايران!,

ورغم ذلك استمر تهريب النفط تحت انظار واسماع الامريكان وربما باشرافهم المباشر!!,

الغريب ان قنوات مشهورة (رغما عنا) كالجزيرة والبي بي سي والعربية نشرت ما صرح به الشهرستاني وكتبته بـ"البنط العريض" كما يقول اخواننا المصريون,لكنها في ذات الوقت تجاهلت عن سابق اصرار وترصد خبرا اخر لا يقل اهمية ,بل هو بالتاكيد اكثر اخطر وابعد اثرا وافدح فضيحة ,وهو الخبر الذي صرحت به كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان في مؤتمر عقدوه اليوم داخل البرلمان ,حين كشفوا عن قيام حكومة المالكي بتهريب النفط الى اسرائيل!!!.

فقد قال النائب الكردي فرهاد الاتروشي وبوجود المتحدث باسم الاكراد وباقي النواب في البرلمان ,قال بان مسؤولين كبار في وزارة النفط يقومون بـ

((تهريب 15 ألف برميل يوميا إلى إسرائيل عبر ميناء العقبة في الاردن، ونمتلك تقارير كاملة بتلك العمليات)),

اي ان الحكومة الشيعية في العراق التي يراسها رئيس حزب الدعوة المجوسية ويتولى هو ومجموعة من الشيعة التحكم بوزارة النفط في العراق يقومون بتهريب النفط الى اسرائيل وبمعدل خمسة عشر الف برميل نفط يوميا!!,

النائب الذي صرح بهذه الفضيحة الشيعية المدوية يقول بانه وكتلته الكردية يمتلكون الادلة عن هذه الفضيحة!!

اي هو ليس اشاعة!!

,فلماذا اذا تجاهلت وسائل الاعلام "المشهورة" نشر هذه الفضيحة ؟
,هل هو لخوفا على اليهود واسرائيلهم؟؟
,ام خوفا على حكومة الشيعة التي سلموها الحكم في العراق؟؟.

(يقال هذه الساعات ان الشهرستاني قد قرر اقامة دعوة قضائية ضد الاكراد بسبب تصريحهم هذا,وتهديد الشيعة برفع دعوة قضائية هو محاولة تشويشية الغرض منها اثبات ان خصومهم على باطل,وقد هددوا برفع مثل تلك الدعوات ضد كل من يتهمهم بادنى تهمة,واني اتحدى الشهرستاني او المالكي او اي شيعي ان يرفع فعلا دعوى قضائية ضد ذلك النائب الذي صرح بهذا التصريح,خصوصا وهو قد اكد على وجود وثائق وادلة بحوزة الاكراد تثبت ذلك!).

في مقال كتبناه قبل سنوات وحمل عنوان "خط أنابيب النفط" أيران ــ سوريا" مقابل خط" كركوك ــ حيفا": تلك هي الصفقة التي ماعادت سرّية!!"* ,تحدثنا فيه عن النفط وكيف يجهز الشيعة اليهود به ,ثم طرحنا في حينها هذه الاسئلة:
((هل تظنون ان سكوت عملاء ايران في العراق عن الاردن كان مجرد علاقات دبلوماسية؟؟,
وهل تظنون ان استمرار العراق حاليا بضخ النفط الى الاردن باسعار رمزية مجرد "صدقة" ؟؟,
وهل تظنون ان مشاركة الاردن باسقاط صدام حسين وتقديمه لايران مجانا كان بدون دراسة معمقة للـ"الجدوى الاقتصادية" التي سيبجنيها عملاء الاردن من هذه "الصفقة" الرابحة ؟؟. بالامس ""قالت وزارة النفط العراقية يوم الخميس ان العراق سيسمح بانشاء خط أنابيب يمر عبر أراضيه لنقل الغاز الطبيعي من ايران الى سوريا. وقالت ايران يوم الاحد انها حصلت على موافقة لتصدير الغاز الطبيعي الى سوريا حليفتها السياسية ومنطقة البحر المتوسط عبر الاراضي العراقية. وقال حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي في بيان عقب اجتماع مع جواد اوجي نائب وزير النفط الايراني "العراق لا مانع لديه من تسهيل عملية مد أنبوب الغاز عبر الاراضي العراقية الى سوريا وصولا للبحر الابيض (المتوسط)."".
اليس غريبا ان يتم الاعلان عن هذا المشروع في الوقت الذي تفرض الامم المتحدة وامريكا حصارا نفطيا على ايران؟؟, اليس غريبا ان يصدر تصريحا من هذا النوع من الجانب العراقي ثم لا تعترض امريكا باي شكل من الاشكال وكان الامر لا يعنيها ؟؟؟.
كيف تسمح اسرائيل ان يتم مثل هذا المشروع وهي تدعي انها تعادي سوريا وايران؟؟.
وكيف تدعي امريكا انها تحارب ايران وسوريا ثم تسمح لهما اقامة مثل هذا المشروع الستراتيجي على ارض سفكت الكثير من دماء الامريكيين من اجل نفطها ؟؟. بل اليس غريبا ان لا يتم تسليط الضوء اعلاميا على تصريح خطير من هذا النوع, ظاهريا يمثل اكبر تحد للحضر الاقتصادي على ايران,بل ويشكل اكبر تحد للادارة الامريكية في سيطرتها على العراق؟؟. تلك هي الصفقة السرية التي بيع من خلالها العراق,والتي لم تعد "سرية" !!.
)).

كتبنا هذا المقال في (16\8\2010),

اي قبل اكثر من سنتين,
في حينها لم يكن هنالك اي بوادر عن ما يسمى بالربيع العربي,مثلما لم يظهر في حينها اي شيء عن دور الشيعة في امداد اسرائيل بالنفط العراقي,وكل ما كان يقال كان يعده البعض "اشاعات",وكانوا البعض يتهمني بترويجها !!.

وهي اسئلة بدات ملامح اجوبتها تظهر اليوم بدون الحاجة الى من يكتبها,فقد اكتشف العالم اليوم لماذا يصر الامريكان على تولية المالكي والشيعة للحكم في العراق ولماذا يساندونهم على حساب حتى عملائهم في البحرين والخليج الى الحد الذي جعلهم يضحون بعميل مثل اياد علاوي ويستبدلونه بشخص مطلوب للمخابرات الامريكية بتهمة تفجير السفارات وخطف الطائرات مثل المالكي!!

(قبل ايام في القمة العربية صرح المالكي بانه يجب على العرب دعم فلسطين!,واليوم يكتشف العالم ان المالكي يجهز اسرائيل بالنفط في ذات الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون من شحة الوقود!!).

من جانب اخر,

فقد كشفت هذه الاعترافات عن الدور الخبيث الذي تقوم به الحكومة الاردنية "الخبيثة" ليس فقط في امداد اليهود بالنفط الذي يقطعونه اليوم عن اخواننا في غزة,وانما مساندتهم لحكومة الشيعة المجوس في العراق.

فهل تتساءلون مثلي الان عن السبب الذي جعل الاردن بعيدا نوعا ما عن التدخل في الثورة السورية الحالية؟,
وهل تتساءلون مثلي عن السبب الذي جعل الحكومة الشيعية في العراق ترفض الى الان التهجم على الاردن وحكومته رغم علمها بانه يؤي اكثر المعارضين لها,وان ملكه عبد الله كان اول من حذر من "الهلال الشيعي"؟,

الم تتساءلوا عن السبب الذي جعل عبد الله ملك الاردن يوشك ان يحضر بنفسه الى القمة العربية في بغداد لولا تدخل بعض الاطراف في الوقت الضائع؟؟.

بالنسبة لي فان اهم ما في الفضيحة التي كشف عنها هؤلاء الاكراد عن امداد حكومة الشيعة لاسرائيل بالنفط هو ليس كشف الغطاء عن ذلك التعاون الوثيق بين المجوس واليهود,ولا اسقاط حجة "الممانعة" التي كان حزب الله وايران وسوريا يتشدقون بها ,فذلك امر قد فرغنا منه واصبح حتى من كان ينكره ,اصبح اليوم يؤكده بالصورة والصوت ,

لكن الاهم والاخطر هو انه فضح احد اكثر الاسباب التي جعلت الامريكان ومعهم اليهود يحجمون عن خلع نظام بشار الاسد بل وان يدافعوا عنه على الاقل الى حين ان يستطيعوا تهيئة البديل الذي يكون اكثر تحقيقا لرغباتهم في تنفيذ خط كركوك - بانياس,فقد كان الامريكان يراهنون على عملاء مثل برهان غليون ورضوان زيادة وغيرهم في ان يستلموا الحكم بعد سقوط بشار الاسد,لكن عندما تبين لهم ان هؤلاء العملاء اقل شعبية واضعف قوة عن اسقاط الاسد بمفردهم,وبعد ان وجدوا ان هيمنة الجهاديين على الساحة الثورية والعسكرية في سوريا يفوق سيطرة عملائهم هؤلاء لذلك فقد وقفوا بانتظار اختيار احد الامرين:
الخيار الاول:
تقوية عملائهم مقابل اضعاف الجهاديين,
ويتم ذلك من خلال تمكين بشار الاسد من تصفية الجهاديين من خلال الوشاية بهم وكشف اماكنهم ومخططاتهم, بالاضافة الى منع وصول المساعدات اليهم وعدم السماح بتسليحهم مقابل امداد العملاء بمزيد من الدعم من خلال مؤتمرات تونس وتركيا,والاصرار على ضرورة توحيد "المعارضة" تحت قيادة واحدة!!!.

الخيار الثاني:
هو اذا فشل الخيار الاول في ايصال من يرونه مطلق الطاعة لهم فانهم سوف يستمرون في اطالة "ثورة الاستنزاف" بين نظام الاسد والثورة السورية الى ان يقضي احدهم على الاخر ,وحينها فان ظروف القسوة والقتل والتهجير التي يعاني منها الشعب السوري,سوف تلجئه الى الموافقة على اي حاكم يحكمه حتى لو كان يهوديا ما دام انه يستطيع ان ينقذه من حالة القتل والدمار التي يعيشها,وهذا ما يحصل الان,وهو نفس ما تعرض له الشعب العراقي قبل ثلاث سنوات!.

لقد ذكرنا في مقالنا المذكور اعلاه بان الصفقة بين اليهود والمجوس كانت تقتضي ((ان تضمن ايران امداد اسرائيل بالنفط العراقي ,مقابل ان توافق امريكا على ان يمر خط النفط الايراني عبر العراق الى سوريا والبحر المتوسط. وبالتالي سوف تتمكن ايران من تصدير نفطها بعيدا عن الخليج العربي ومخاطره بالاضافة الى تقصير المسافة بالنسبة للنفط المنقول الى اوربا ,فيما تتمكن اسرائيل من الاستحواذ على نفط العراق مجانا كمكافأة على جهودها في تسليم العراق الى ايران وكلابها !!.)).

قبل فترة صرح المجرم باقر صولاغ بان على العراق ان يفكر بمنافذ جديدة لتصدير النفط بعيدا عن مضيق هرمز اذا ما حدثت حرب هناك ,في حينها تعجب البعض كيف يصرح صولاغ بمثل هذا التصريح ؟,وهل وقوع ضربة عسكرية ضد ايران قريبة الى الحد الذي تجعل هذا المجرم يصرح بمثل هذا التصريح الغريب؟؟.

والحقيقة ان تصريح صولاغ لم يكن يقصد منه التحذير من وقوع ضربة ضد ايران,وانما التحذير من هجوم ايراني ضد الخليج!!,

اما الحقيقة الثانية فانه انما كان يلمح الى خط انابيب النفط بين ايران وكركوك وسوريا ,وهو الخط الستراتيجي الذي سيربط الهلال الشيعي (ايران -العراق-سوريا-لبنان) بالاضافة الى سيدتهم العظمى "اسرائيل"!!.

فهل استوعب حكام الخليج الاغبياء ما يخطط ضدهم ؟؟؟,
لا اظن ذلك!!.
والسلام عليكم

الهامش:
*خط أنابيب النفط" أيران ــ سوريا" مقابل خط" كركوك ــ حيفا": تلك هي الصفقة التي ماعادت سرّية!!: