تابعونا على Facebook
تابعونا على youtube
تابعونا على  Twitter
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

أهلا وسهلا بك إلى منتديات اسلام فيب.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.



 
آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
تبادل أعلاني http://dmo3-oman.com
[حصري]أشنشودة حياتي كلها لله للمنشد السوري يحيى حوى
[حصري] أنشودة لبيك رسول الله ..روووووووووعة
[حصري] انسودة فتنتة روحي يا شهيد
يا ادم حافظ على مظهرك الخارجي ..
شرح التعامل مع المرأة, طريقة التعامل مع المرأة, كيف أتعامل مع المرأة, كيفية اسعاد المرأة
[مهم] مدر المنتدى انت لساتك على وعدك
ازياء شبابيه 2011
الوصايا العشره للرجال
كيف عليك ان تتصرف اذا بكت شريكة حياتك وحبك ؟
الثلاثاء أغسطس 13 2013, 04:05
الجمعة ديسمبر 21 2012, 13:26
الأحد يوليو 29 2012, 03:17
الأحد يوليو 29 2012, 03:15
الأحد يوليو 29 2012, 03:07
الأحد يوليو 29 2012, 03:03
الأحد يوليو 29 2012, 03:01
الأربعاء يونيو 27 2012, 12:24
الأربعاء يونيو 27 2012, 12:23
الأربعاء يونيو 27 2012, 12:21











شاطر|

أصناف النفوس البشرية عند ابن خلدون

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
مشرف

جزائري وافتخر
جزائري وافتخر

مشرف
معلومات اضافية
الجنس : ذكر
المشاركات المشاركات : 362
النقاط النقاط : 10073
السمعة السمعة : 5
المزاجأحب المنتدى
معلومات الاتصال

أصناف النفوس البشرية عند ابن خلدون Empty
مُساهمةموضوع: أصناف النفوس البشرية عند ابن خلدون أصناف النفوس البشرية عند ابن خلدون Emptyالسبت يونيو 02 2012, 02:16

أصناف النفوس البشرية عند ابن خلدون


أصناف النفوس البشرية

إن النفوس البشرية على ثلاثة أصناف: صنف عاجز بالطبع عنالوصول فينقطع
بالحركة إلى الجهة السفلى نحو المدارك الحسية و الخيالية و تركيبالمعاني
من الحافظة و الواهمة على قوانين محصورة و ترتيب خاص يستفيدون به العلو
مالتصورية و التصديقية التي للفكر في البدن و كلها خيالي منحصر نطاقه إذ هو
من جهةمبدإه ينتهي إلى الأوليات و لا يتجاوزها و إن فسد فسد ما بعدها و
هذا هو في الأغلبنطاق الإدراك البشري في الجسماني و إليه تنتهي مدارك
العلماء و فيه ترسخ أقدامهم.و صنف متوجه بتلك الحركة الفكرية نحو العقل
الروحاني و الإدراك الذي لا يفتقر إلىالآلات البدنية بما جعل فيه من
الاستعداد لذلك فيتسع نطاق إدراكه عن الأوليات التيهي نطاق الإدراك الأول
البشر في و يسرح في فضاء المشاهدات الباطنية و هي وجدان كلهانطاق من مبدإها
و لا من منتهاها و هذه مدارك العلماء الأولياء أهل العلوم الدينية
والمعارف الربانية و هي الحاصلة بعد الموت لأهل السعادة في البرزخ.
الوحي

و صنف مفطور على الانسلاخ من البشرية جملة جسمانيتها و روحانيتها
إلىالملائكة من الأفق الأعلى ليصير في لمحة من اللمحات ملكاً بالفعل و يحصل
له شهودالملإ الأعلى في أفقهم و سماع الكلام النفساني و الخطاب الإلهي في
تلك اللمحة وهؤلاء الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم جعل الله لهم
الانسلاخ من البشرية في تلكاللمحة و هي حالة الوحي فطره فطرهم الله عليها و
جبلة صورهم فيها و نزههم عن موانعالبدن و عوائقه ما داموا ملابسين لها
بالبشرية بما ركب في غرائزهم من القصد والاستقامة التي يحاذون بها تلك
الوجهة وركز في طبائعهم رغبةً في العبادة تكشف بتلكالوجهة و تسيغ نحوها فهم
يتوجهون إلى ذلك الأفق بذلك النوع من الانسلاخ متى شاءوابتلك الفطرة التي
فطروا عليها لا باكتساب و لا صناعة فلذا توجهوا و انسلخوا عنبشريتهم و
تلقوا في ذلك الملإ الأعلى ما يتلقونه، و عاجوا به على المدارك
البشريةمنزلاً في قواها لحكمة التبليغ للعباد فتارةً يسمع أحدهم دوياً كأنه
رمز من الكلاميأخذ منه المعنى الذي ألقي إليه فلا ينقضي الدوي إلا و قد
وعاه و فهمه و تارةًيتمثل له الملك الذي يلقي إليه رجلاً فيكلمه و يعي ما
يقوله و التلقى من الملك والرجوع إلى المدارك البشرية و فهمه ما ألقي عليه
كله كأنه في لحظة واحدة بل أقرب منلمح البصر لأنه ليس في زمان بل كلما تقع
جميعاً فيظهر كأنها سريعة و لذلك سميتوحياً لأن الوحي في اللغة الإسراع و
اعلم أن الأولى و هي حالة الدوي هي رتبةالأنبياء غير المرسلين على ما
حققوه و الثانية و هي حالة تمثل الملك رجلاً يخاطب هيرتبة الأنبياء
المرسلين و لذلك كانت أكمل من الأولى و هذا معنى الحديث الذي فسر فيهالنبي
صلى الله عليه و سلم الوحي لما سأله الحارث بن هشام و قال: كيف يأتيك
الوحي؟ فقال:أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس و هو أشده علي فيفصم عنيو قد وعيت ما قال و أحياناً يتمثل لي الملك فيكلمني فأعي ما يقولو
إنماكانت الأولى أشد لأنها مبدأ الخروج في ذلك الاتصال من القوة إلى
الفعل فيعسر بعضالعسر و لذلك لما عاج فيها على المدارك البشرية اختصت
بالسمع و صعب ما سواه و عندمايتكرر الوحي و يكثر التلقي يسهل ذلك الاتصال
فعندما يعرج إلى المدارك البشرية يأتيعلى جميعها و خصوصاً الأوضح منها و
هو إدراك البصر و في العبارة عن الوعي في الأولىبصيغة الماضي و في الثانية
بصيغة المضارع لطيفة من البلاغة و هي أن الكلام جاء مجيءالتمثيل لحالتي
الوحي فمثل الحالة الأولى بالدوي الذي هو في المتعارف غير كلام وأخبر أن
الفهم و الوعي يتبعه غب انقضائه فناسب عند تصوير انقضائه و انفصاله
العبارةعن الوعي بالماضي المطابق للانقضاء و الانقطاع و مثل الملك في
الحالة الثانية برجليخاطب و يتكلم و الكلام يساوقه الوعي فناسب العبارة
بالمضارع المقتضي للتجدد.واعلم أن في حالة الوحي كلها صعوبةً على الجملة و
شدة قد أشار إليها القرآن قالتعالى:إنا سنلقي عليك قولا ثقيلاوقالت عائشة: كان مما يعاني من التنزيل شدة و قالت: كان عليه الوحي فياليوم الشديد البرد فيفصم عنه و أن جبينه ليتفصد عرقاً.و
لذلك كان يحدثعنه في تلك الحالة من الغيبة و الغطيط ما هو معروف و سبب
ذلك أن الوحي كما قررنامفارقة البشرية إلى المدارك الملكية و تلقي كلام
النفس فيحدث عنه شدة من مفارقةالذات ذاتها و انسلاخها عنها من أفقها إلى
ذلك الأفق الآخر و هذا هو معنى الغط الذيعبر به في مبدإ الوحي في قوله
فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ماإنا بقارئ و كذا
ثانية و ثالثة. كما في الحديث و قد يفضي الاعتياد بالتدريج فيهشيئاً
فشيئاً إلى بعض السهولة بالقياس إلى ما قبله و لذلك كان تنزل نجوم القرآن
وسوره و آيه حين كان بمكة أقصر منها و هو بالمدينة و انظر إلى ما نقل في
نزول سورةبراءة في غزوة تبوك و أنها نزلت كلها أو أكثرها عليه و هو يسير
على ناقته بعد أنكان بمكة ينزل عليه بعض السورة من قصار المفصل في وقت و
ينزل الباقي في حين آخر وكذلك كان آخر ما نزل بالمدينة آية الدين و هي ما
هي في الطول بعد أن كانت الآيةتنزل بمكة مثل آيات الرحمن و الذاريات و
المدثر و الضحى و الفلق و أمثالها. واعتبر من ذلك علامة تميز بها بين
المكي و المدني من السور و الآيات و الله المرشدإلى الصواب. هذا محصل أمر
النبؤة.
الكهانة

و أما الكهانة فهي أيضاً من خواص النفس الإنسانية و ذلك أنه قد تقدملنا في
جميع ما مر أن للنفس الإنسانية استعداداً للانسلاخ من البشرية إلى
الروحانيةالتي فوقها و أنه يحصل من ذلك لمحة للبشر في صنف الأنبياء بما
فطروا عليه من ذلك وتقرر أنه يحصل لهم من غير اكتساب و لا استعانة بشيء من
المدارك و لا من التصورات ولا من الأفعال البدنية كلاماً أو حركةً و لا
بأمر من الأمور إنما هو انسلاخ منالبشرية إلى الملكية بالفطرة في لحظة أقرب
من لمح البصر و إذا كان كذلك و كان ذلكالاستعداد موجوداً في الطبيعة
البشرية فيعطى التقسيم العقلي و إن هنا صنفاً آخر منالبشر ناقصاً عن رتبة
الصنف الأول نقصان الضد عن ضده الكامل لأن عدم الاستعانة فيذلك الإدراك ضد
الاستعانة فيه و شتان ما بينهما فإذا أعطي تقسيم الوجود إلى هناصنفاً آخر
من البشر مفطوراً على أن تتحرك قوته العقلية حركتها الفكرية بالإرادةعندما
يبعثها النزوع لذلك و هي ناقصة عنه بالجبلة عندما يعوقها العجز عن ذلك
تشبثبأمور جزئية محسوسة أو متخيلة كالأجسام الشفافة و عظام الحيوانات و سجع
الكلام و ماسنح من طير أو حيوان فيستديم ذلك الإحساس أو التخيل مستعيناً
به في ذلك الانسلاخالذي يقصده و يكون كالمشيع له و هذه القوة التي فيهم
مبدأ لذلك الإدراك هي الكهانةو لكون هذه النفوس مفطورةً على النقص و القصور
عن الكمال كان إدراكها في الجزئياتأكثر من الكليات و لذلك تكون المخيلة
فيهم في غاية القوة لأنها آلة الجزئيات فتنفذفيها نفوذاً تاماً في نوم أو
يقظة و تكون عندها حاضرةً عتيدةً تحضرها المخيلة وتكون لها كالمرآة تنظر
فيها دائما و لا يقوى الكاهن على الكمال في إدراك المعقولاتلأن وحيه من وحي
الشيطان و أرفع أحوال هذا الصنف أن يستعين بالكلام الذي فيه السجعو
الموازنة ليشتغل به عن الحواس و يقوى بعض الشيء على ذلك الاتصال الناقص
فيهجس فيقلبه عن تلك الحركة و الذي يشيعها من ذلك الأجنبي ما يقذفه على
لسانه فربما صدق ووافق الحق و بما كذب لأنه يتمم نقصه بأمر أجنبي عن ذاته
المدركة و مباين لها غيرملائم فيعرض له الصدق و الكذب جميعاً و لا يكون
موثوقاً به و ربما يفزع إلى الظنونو التخمينات حرصا على الظفر بالإدراك
بزعمه و تمويهاً على السائلين و أصحاب هذاالسجع هم المخصوصون باسم الكهان
لأنهم أرفع سائر أصنافهم و قد قال صلى الله عليه وسلم في مثلههذا من سجع الكهانفجعل
السجع مختصاً بهمبمقتضى الإضافة و قد قال لابن صياد حين سأله كاشفاً عن
حاله بالأخبار كيف يأتيك هذاالأمر ؟ قال: يأتيني صادقاً و كاذباً فقال: خلط
عليك الأمر يعنى أن النبؤة خاصتهاالصدق فلا يعتريها الكذب بحال لأنها
اتصال من ذات النبي بالملإ الأعلى من غير مشيعو لا استعانة بأجنبي و
الكهانة لما احتاج صاحبها بسبب عجزه إلى الاستعانة بالتصوراتالأجنبية كانت
داخلة في إدراكه و التبست بالإدراك الذي توجه إليه فصار مختلطاً بهاو طرقه
الكذب من هذه الجهة فامتنع أن تكون نبؤة و إنما قلنا إن أرفع مراتب
الكهانةحالة السجع لأن معنى السجع أخفه من سائر المغيبات من المرئيات و
المسموعات و تدلخفة المعنى على قرب ذلك الاتصال و الإدراك و البعد فيه عن
العجز بعض الشيء و قد زعمبعض الناس أن هذه الكهانة قد انقطعت منذ زمن
النبؤة بما وقع من شأن رجم الشياطينبالشهب بين يدي البعثة و أن ذلك كان
لمنعهم من خبر السماء كما وقع في القرآن والكهان إنما يتعرفون أخبار السماء
من الشياطين فبطلت الكهانة من يومئذ و لا يقوم منذلك دليل لأن علوم
الكهان كما تكون من الشياطين تكون من نفوسهم أيضاً كما قررناه وأيضاً
فالآية إنما دلت على منع الشياطين من نوع واحد من أخبار السماء و هو ما
يتعلقبخبر البعثة و لم يمنعوا مما سوى ذلك. و أيضاً فإنما كان ذلك
الانقطاع بين يديالنبؤة فقط و لعلها عادت بعد ذلك إلى ما كانت عليه و هذا
هو الظاهر لأن هذه المدارككلها تخمد في زمن النبؤة كما تخمد الكواكب و
السرج عند وجود الشمس لأن النبؤة هيالنور الأعظم الذي يخفى معه كل نور و
يذهب.
و قد زعم بعض الحكماء أنها إنماتوجد بين يدي النبؤة ثم تنقطع و هكذا كل
نبؤة وقعت لأن وجود النبوة لا بد له من وضعفلكي يقتضيه و في تمام ذلك
الوضع تمام تلك النبؤة التي تدل عليها و نقص ذلك الوضععن التمام يقتضي
وجود طبيعة من ذلك النوع الذي يقتضيه ناقصة و هو معنى الكاهن علىما قررناه
فقبل أن يتم ذلك الوضع الكامل يقع الوضع الناقص و يقتضي وجود الكاهن
إماواحداً أو متعدداً فإذا تم ذلك الوضع تم وجود النبي بكماله و انقضت
الأوضاع الدالةعلى مثل تلك الطبيعة فلا يوجد منها شيء بعد و هذا بناء على
أن بعض الوضع الفلكييقتضي بعض أثره و هو غير مسلم. فلعل الوضع إنما يقتضي
ذلك الأثر بهيئته الخالصة ولو نقص بعض أجزائها فلا يقتضي شيئاً، لا إنه
يقتضي ذلك الأثر ناقصاً كما قالوه.ثم إن هؤلاء الكهان إذا عاصروا زمن
النبؤة فإنهم عارفون بصدق النبي و دلالة معجزتهلأن لهم بعض الوجدان من أمر
النبؤة كما لكل إنسان من أمر اليوم و معقوبية تلكالنسبة موجودة للكاهن
بأشد مما للنائم و لا يصدهم عن ذلك و يوقعهم في التكذيب إلاقوة المطامع في
أنها نبؤة لهم فيقعون في العناد كما وقع لأمية بن أبي الصلت فإنهكان يطمع
أن يتنبأ و كذا وقع لابن صياد و لمسيلمة و غيرهم فإذا غلب الإيمان
وانقطعت تلك الأماني آمنوا أحسن إيمان كما وقع لطليحة الأسدي و سواد بن
قارب و كانلهما في الفتوحات الإسلامية من الآثار الشاهدة بحسن الإيمان.
الرؤيا

و أما الرؤيا فحقيقتها مطالعة النفس الناطقة في ذاتها الروحانية لمحة
منصور الواقعات فإنها عندما تكون روحانية تكون صور الواقعات فيها موجودة
بالفعل كماهو شأن الذوات الروحانية كلها و تصير روحانية بأن تتجرد عن
المواد الجسمانية والمدارك البدنية و قد يقع لها ذلك لمحة بسبب النوم كما
نذكر فتقتبس بها علم ماتتشوف إليه من الأمور المستقبلة و تعود به إلى
مداركها فإن كان ذلك الاقتباس ضعيفاًو غير جلي بالمحاكاة و المثال في
الخيالي لتخلصه فيحتاج. من أجل هذه المحاكاة إلىالتعبير و قد يكون
الاقتباس قوياً يستغنى فيه عن المحاكاة فلا يحتاج إلى تعبيرلخلوصه من
المثال و الخيال و السبب في وقوع هذه اللمحة للنفس أنها ذات روحانيةبالقوة
مستكملة بالبدني و مداركه حتى تصير ذاتها تعقلاً محضاً و يكمل وجودها
بالفعلفتكون حينئذ ذاتاً روحانية مدركة بغير شيء من الآلات البدنية إلا أن
نوعها فيالروحانية دون نوع الملائكة أهل الأفق الأعلى على الذين لم
يستكملوا ذواتهم بشيء منمدارك البدن و لا غيره فهذا الاستعداد حاصل لها ما
دامت في البدن و منه خاص كالذيللأولياء و منه عام للبشر على العموم و هو
أمر الرؤيا. و أما الذي للأنبياء فهواستعداد بالانسلاخ من البشرية إلى
الملكية المحضة التي هي، أعلى الروحانيات و يخرجهذا الاستعداد فيهم
متكرراً في حالات الوحي و هو عندما يعرج على المدارك البدنية ويقع فيها ما
يقع من الإدراك يكون شبيهاً بحال النوم شبهاً بيناً و إن كان حال
النومأدون منه بكثير فلأجل هذا الشبه عبر الشارع عن الرؤيا بأنها جزء من
ستة و أربعينجزاً من النبؤة و في رواية ثلاثة و أربعين و في رواية سبعين و
ليس العدد في جميعهامقصوداً بالذات و إنما المراد الكثرة في تفاوت هذه
المراتب بدليل ذكر السبعين فيبعض طرقه و هو للتكثير عند العرب و ما ذهب
إليه بعضهم في رواية ستين و أربعين من أنالوحي كان في مبدإه بالرؤيا ستة
أشهر و هي نصف سنة و مدة النبوة كلها بمكة والمدينة ثلاث و عشرين سنة فنصف
السنة منها جزء من ستة و أربعين فكلام بعيد منالتحقيق لأنة إنما وقع ذلك
للنبي صلى الله عليه و سلم و من أين لنا أن هذه المدةوقعت لغيره من
الأنبياء مع أن ذلك إنما يعطي نسبة زمن الرؤيا من زمن النبؤة و لايعطي
حقيقتها من حقيقة النبؤة و إذا تبين لك هذا مما ذكرناه أولاً علمت أن معنى
هذاالجزء نسبة الاستعداد الأول الشامل للبشر إلى الاستعداد القريب الخاص
بصنف الأنبياءالفطري لهم صلوات الله عليهم إذ هو الاستعداد البعيد و إن
كان عاماً في البشر و معهعوائق و موانع كثيرة من حصوله بالفعل و من أعظم
تلك الموانع الحواس الظاهرة ففطرالله البشر على ارتفاع حجاب الحواس بالنوم
الذي هو جبلي لهم فتتعرض النفس عندارتفاعه إلى معرفة ما تتشوف إليه في
عالم الحق فتدرك في بعض الأحيان منه لمحة يكونفيها الظفر بالمطلوب و لذلك
جعلها الشارع من المبشرات فقال لم يبق من النبؤة إلاالمبشرات قالوا و ما
المبشرات يا ر سول الله قال الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالحأو ترى له و
أما سبب ارتفاع حجاب الحواس بالنوم فعلى ما أصفه لك و ذلك أن
النفسالناطقة إنما إدراكها و أفعالها بالروح الحيواني الجسماني و هو بخار
لطيف مركزهبالتجويف الأيسر من القلب على ما في كتب التشريح لجالينوس و
غيره و ينبعث مع الدمفي الشريانات و العروق فيعطي الحس و الحركة، و سائر
الأفعال البدنية و يرتفع لطيفهإلى الدماغ فيعدل من برده و تتم أفعال القوى
التي في بطونه فالنفس الناطقة إنماتدرك و تعقل بهذا الروح البخاري و هي
متعلقة به لما اقتضته حكمة التكوين في أناللطيف لا يؤثر في الكثيف و لما
لطف هذا الروح الحيواني من بين المواد البدنية صارمحلاً لآثار الذات
المباينة له في جسمانيته وهي النفس الناطقة و صارت آثارها حاصلةفي البدن
بواسطته و قد كنا قدمنا أن إدراكها على نوعين إدراك بالظاهر و هو
الحواسالخمس و إدراك بالباطن و هو القوى الدماغية و أن هذا الإدراك كله
صارف لها عنإدراكها ما فوقها من ذواتها الروحانية التي هي مستعدة له
بالفطرة و لما كانت الحواسالظاهرة جسمانية كانت معرضةً للوسن و الفشل بما
يدركها من التعب و الكلال و تغشىالروح بكثرة التصرف فخلق الله لها طلب
الاستجمام لتجرد الإدراك على الصورة الكاملةو إنما يكون ذلك بانخناس الروح
الحيواني من الحواس الظاهرة كلها و رجوعه إلى الحسالباطن و يعين على ذلك
ما يغشى البدن من البرد بالليل فتطلب الحرارة الغزيرة أعماقالبدن و تذهب
من ظاهره إلى باطنه فتكون مشيعة مركبها و هو الروح الحيواني إلىالباطن و
لذلك كال النوم للبشر في الغالب إنما هو بالليل فإذا انخنس الروح عنالحواس
الظاهرة و رجع إلى القوى الباطنة و خفت عن النفس شواغل الحس و موانعه و
رجعتإلى الصورة التي في الحافظة تمثل منها بالتركيب و التحليل صور خيالية و
أكثر ماتكون معتادة لأنها منتزعة من المدركات المتعاهدة قريباً ثم ينزلها
الحس المشتركالذي هو جامع الحواس الظاهرة فيدركها على أنحاء الحواس الخمس
الظاهرة و ربما التفتتالنفس لفتة إلى ذاتها الروحانية مع منازعتها القوى
الباطنية فتدرك بإدراكهاالروحاني لأنها مفطورة عليه و تقيس من صور الأشياء
التي صارت متعلقة في ذاتها حينئذثم يأخذ الخيال تلك الصور المدركة
فيمثلها بالحقيقة أو المحاكاة في القوالبالمعهودة و المحاكاة من هذه هي
المحتاجة للتعبير و تصرفها بالتركيب و التحليل فيصور الحافظة قبل أن تدرك
من تلك اللمحة ما تدركه هي أضغاث أحلام. و فيالصحيحأن النبي صلى الله عليه و سلم قال:الرؤيا ثلاث رؤيا من الله و رؤيا من الملك و رؤيا من الشيطانو
هذا التفصيلمطابق لما ذكرناه فالجلي من الله و المحاكاة الداعية إلى
التعبير من الملك و أضغاثالأحلام من الشيطان لأنها كلها باطل و الشيطان
ينبوع الباطل هذه حقيقة الرؤيا و مايسببها و يشيعها من النوم و هي خواص
للنفس الإنسانية موجودة في البشر على العموم لايخلو عنها أحد منهم بل كل
واحد من الإنساني رأى في نومه ما صدر له في يقظته مراراًغير واحدة و حصل له
على القطع أن النفس مدركة للغيب في النوم و لا بد و إذا جاز فيذلك في
عالم النوم فلا يمتنع في غير من الأحوال لأن الذات المدركة واحدة و
خواصهاعامة في كل حال و الله الهادي إلى الحق بمنه و فصله.













 الموضوع الأصلي : أصناف النفوس البشرية عند ابن خلدون //   المصدر : منــــ اســــ فيب ـــلام ـتديـــات // الكاتب: جزائري وافتخر
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك









اهلا وسهلا بكم على منـــ اســـــ فيب ـــلام ـــتـــديــات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أصناف النفوس البشرية عند ابن خلدون

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» مفاهيم التنمية البشرية في القرآن
» نصوص مختارة من مقدمة العلامه..(أبن خلدون)
» الرجال أربعة أصناف...
» الرجال في الغضب أصناف .. فأي صنف أنت منهم ياآدم


صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
○◘♦منتديات اسلام فيب♦◘○ :: ۩۞۩ :: المنتديات الثقافية:: ۩۞۩ :: تاريخ الدول العربية والشعوب والحضارات الإنسانية-

أصناف النفوس البشرية عند ابن خلدون Cron