وَ..ثُلاثنيَة نُورانيَة تترجَل لـ عشرهَا الأخيَرة مُغَادرة...
نَكتمَل بِـ ليلَة فيهَا خَير مَن أَلف شَهَر..
{ِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
فَاز بِهَا وَبِـ مَن سبقهَا مَن ليَالِي ..
مَن رَطب ثُوانيَة بِـ صيَاماُ وَقياماً
مَن أحتفَى وَعَنى بهَا وَأظهَر السرُور
بـ مقدمهَا طَاعَة.
وَخَسر بَها المحرُوميِن المُفرطيِن الغَافليِن.
ثَلاثَنية كَانت كَـ قِمة جبَل لاَيُكاد يُدرك علُوه ذَلك المخبَىء بِـ عُمقَه جَوهَرة قَدر مَن نَالهَا فَاز فَوزاً عظيماً تتلآَلآ عِند بَاب الريَان مِصداقاً لِـ قَوله صَلى الله عَليه وسَلم (إنَّ من قام ليلة القدر إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)..
كثيرَة هِي الدرُوب التَي يُمكن السَير بِها للحصُول
عَلى تِلك الجَوهرة النُورانيَة.
بَـ شرط أَن لاَتتجَاوز مُدة السَعي إليهَا 30يَوماً
دُونما نٌقصَان وَأن لاَيَتم الإلتَفات لِـ

إشعَاعات ملَونَة
تَصدر مِن كهُوف أتخَذت أمكنتهَا
عَلى إمتدَاد الجبَل..يَقف عَلى جُنبَاتهَا أشخَاص
يَظهرُون غَير مَايبطنُون لاَيُدرك مَكنُونهَم
إِلا مَن ألتزَم بَـ الشرُوط وَعَلم أَي تَحذيراً
كَان مَن جَدوى عَدم التَوقَف لـِ إستكشَاف
تِلك الكهُوف وَماحَوت مَن صَخب.
مَا أَن تَم الإعلاَن عَن بَسملَة البَدء حَتى أَتخذ
كُل مُتسَابق مكَانَه مِن خَط البدَاية أسفَل الجَبَل
وَعينَه عَلى تِلك الجُوهَرة وَأنطلقَت صَفارة البَدء
بِـ {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَات مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَوَلِتُكَبِّرُواْاللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
وَألسَنتهُم تَلهَج بِـ ترَانيم رُوحانيَة...
لعلهَا تَصدف وَأن تُعانق تبَاشيِر ليلَة القَدر..
فَـ....
"اللهم صل وسلم على سيدنا محمد في الأولين وفى الآخرين..
وفى كل وقت وحين.. وفى الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
اللهم أرزقنا شفاعته.. وأوردنا حوضه.. ولا تحرمنا زيارته..
وأسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة
لا نظمأ بعدها أبداً.
اللهم يا قاضى الحاجات ويا مجيب الدعوات
أقض حوائجنا وحوائج السائلين.
يا من أنزلت القرآن الكريم في ليلة القدر..
أكرمنا في هذه الليلة المباركة.. وألطف بنا في
هذه الليلة المباركة.. وأجرنا من النار في هذه
الليلة المباركة.. وانصرنا على القوم الكافرين
ببركة هذه الليلة المباركة.
يا أرحم الراحمين يا سامع الدعاء يا سامع الدعاء
يا سامع الدعاء.. ما لنا سواك نرجوه..
مالنا سواك ندعوه.. نسألك يا ربنا خير ما سألك منه
عبدك ونبيك محمد (صلى الله عليه وسلم)..
ونعوذ بك يا ربنا من شر ما أستعاذك منه عبدك
ونبيك محمد (صلى الله عليه وسلم).
نسألك يا ربنا من الخير كله عاجله وأجله
ما علمنا منه وما لم نعلم.. ونعوذ بك يا ربنا من
الشر كله عاجله وأجله ما علمنا منه وما لم نعلم.
نسألك يا ربنا العفو والعافية والمعافاة الدائمة
في الدين والدنيا.. يا رب العالمين.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنا."

تفَاوتت بِه الأصُوات مَابِين صَخبٍ وَتَمتمَة
وَترديِد كـَ البَرق أَو أسرَع.!
مَا أَن...
بَداءت الخُطى تَحث سَعيهَا صعُوداً حَتى
ظَهرَت فِتنَة لَونيَة تَسر النَاظريِن
تتَوهج مِن دَاخل مَا أنتثر مِن كهُوف..
مَا أَن ..
خَطت خطُواتهَم بسَملة البَدء حَتى بَداءت تِلك
الشخُوص فِي التفَنن فِي جَذب المُتسَابقيِن
للدخُول وَالإستمتَاع بِما تَم رَصده لِـ هَذا
الشَهر مِن أمُور حَصريَة لاَتتكرَر فِي أوقَات أُخرى..
تَفننَوا فِي إغوَاء البَعض حِين خَالف شَرط
الحصَاد وَ..وَلج لِما تَم التحذيِر مِن فِعلَه.!
قَالَوا لَه أَن المُدة شَهر وَالمِداد مُتسَعة أيَامه
فَلابأِس مِن البقَاء وَإستدرَاك مَافَات ..!
وَنسَوا أَن أيَام العُمر أَولَى أَن لاَيُفرَط بِهَا وَبأن
الفُرص النُورانيَة لاَتتكرَر كَثيراً فَـ رمضَان سَـ يَعُود
لامحَالةَ وَلَكن هَل سَـ يستقبَلونه
أَم مَمن يَنهشَهم الدُود فِي وَحشَة القبَر حينهَا..؟!

دَخلَوا...
فَـ غرتهُم تِلك الأضواء وَ.. وَقعُوا فِي فَخ وسُوسَة
أَن لايزَال هُناك مُتسَع لـ نهَاية السبَاق..
وَكلمَا هَموا بِـ معَاودة السبَاق إزدَاد إغرَاء الأضُواء
مِن حَولهُم وَماعلَمُوا أَن الخرُوج سَـ تَكون خطُواتَه
ثقيلَة حِين حُفت الجَنة بِـ المَكارة وَالنَار بِـ الشهُوات
وَحيِن أنتهَت بَهرجَة وَصَخب مَاكَان بَعد إتمَام
الثلاثيِن يَوماً قُضيِت أمَام الشَاشَات سَمراً ..
وَبِين أمَاكن اللَهو مَوطناً ..
وَعَلى سرَائَر الأحلاَم نَوماً ..

خَرجُوا بِـ خطُوات خيبَة وَحصَاد كَان بـِ اليديِن صِفراً .
بينمَا مَن جَد المسيِر وَقيَد هَوى النفَس وسَار
وِفَق شرُوط الوصُول لـِ جَوهرة حُفت بِـ المتَاعَب..
عَمرت ليَالي مِن يرغبهَا بِـ رذَاذ الإستغفَار
وَحلاَوة المُناجَاة..عَلى سُرر الخشُوع متكىء..
صَائماً يُكبَر وَ..للَه يَوحَد..
يُرتَل الآيَات فَـ تنحسَر الخيبَات..
وَتُدحَر بِه تِلك الشخُوص المتربصَة بـِ كُل
عَابَر وَكان بِين عَينيِه أَن لاَيُفرَط
بِـ ليَالي رمضَان وَليلَة هِي الأَثمَن
بِه حِين أخبَر عليَه الصَلاة وَالسلاَم أنهَا
فِي العَشر الأخيِرة مِن رمضَان وَبَين المُصطفَى
أَن أَوتَار العَشر آكَد مِن أشفَاعهَا
فَـ مَن قَامهَا جَميعاً أَدرك ليلَة القَدر.
كَانت قطُوف الفَوز دَانيَة وَسلسبيِل نَعيِم
قِطاف لاَينضَب مَعينَه إرتِواءٍ بَيِن يَديه.
فَـ هنيئاً لِـ مَن لَم تَخدعَه الدُنيَا وَأهلها
وَلَم يبكَي حسرَات التفريِط وَالحرمَان.
طُوبَى لِـ مُؤمَن خَشع لِـ ربَه
وَذّل وَأستكَان وَركَع..حِين
حَضر قلبَه وَسكنَت جُوارحَه.

.:.. مِشكَاة نُ ـور .. :.
لـ نضَع لـِ شهرنَا الفضيِل دَرب عُشَب نَصل بِه
إِلى الأغلَى علَواً فِي رحَاب رُوحَانية تَبقَى
وَ......ت س ت م َر عُمراً.
وَكل ثَانيَة وأَنتَم إِلى الله أقرَب.

.. مَنْقُوّلَ ..