العكبر "صمغ النحل", وهو مادة صمغية ذات لون بني مائل للأخضرار, غير سامة, ومأمونة يستخدمها النحل في بناء وطلاء العيون السداسية للخلايا, ويمتص النحل رحيق هذه المادة ضمن ما يمتصه من رحيق الأزهار والأشجار..ولأن كل ما ينتجه النحل فيه شفاء للناس فلقد أثبتت الدراسات الحديثة أن "العكبر" لا يقل فائدة للناس عن العسل, بل ربما كان أكثر فائدة وهذا ما يؤكده هذا التحقيق:

لبنى هريدي:
غني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة ويدعم المناعة

حبشي نجيب: مضاد حيوي طبيعي ويقي من سرطان القولون

فاطمة المصري: يقضي على الالتهابات ويعالج بعض الأمراض الجلدية مع خلطه بقليل من زيت الزيتون


تقول الدكتورة لبنى هريدي بمركز بحوث تكنولوجيا الأغذية العكبر يحتوي على عدد من مضادات الأكسدة ويعتبر أعلاها الفلافينودات من الكافيين والفينولات الكلية إضافة إلى إحتوائه على الكثير من الفيتامينات العالية مثل مجموعة ب الخاصة بضبط الهرمونات لدى المرأة لاسيما عقب تخطيها الاربعين حيث يحافظ عليها من التعرض للأمراض المتنوعة.
وتجرى حالياً بمراكز الأبحاث وهيئة الرقابة الدوائية تجارب جادة لتصنيع كبسولات مخلوطة مع بعض الإضافات الغذائية من أجل تدعيم المقاومة الحيوية وتحسين جهاز المناعة من خلال زيادة كرات الدم البيضاء بجسم الإنسان باعتباره من أقوى المضادات الحيوية الطبيعية التي يحتاجها الجسم.
وثبت فعليا أن العكبر يحتوي على الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تلزم لبناء هرمونات النمو عند الأطفال, لذا ينصح بتداوله لدى الأسرة ومنحه للصغار للمساهمة في نمو الطفل بشكل طبيعي.
ويتم إنتاجه لدى الهيئات الصناعية بشكل مجفف على أن يتم بيعه في الأسواق بأكياس معبأة تحت أجواء خالية من الأوكسجين ويكتب عليها مواد استحلاب يتم تناولها بشكل مباشر مثل اللبان من أجل تحسين جهاز المناعة خاصة للفئة العمرية ما قبل ال¯ 60.
كما يمكن لمرضى السكر الاستفادة منه من خلال إضافتها للعصائر خاصة الخالية من المواد السكرية باعتبار أن السكروز لا يتم تعاطيه بالنسبة لهؤلاء المرضى ضمانا لعدم زيادة السعرات الحرارية وأيضا ضبط ضغط الدم والمساهمة في التحكم بالهرمونات وتنظيم عملية الدم بجسم الانسان.
ويلجأ إليه بكثير من الأحيان راغبي الحصول على الرشاقة والساعين إلى عمل برنامج خاص للريجيم لاسيما وأن العكبر يساعد بقوة في تقليل الدهون المتراكمة بالجسم وتلجأ إليه السيدات أحيانا للمساهمة في عملية التخسيس التي تؤرق حياتهن الأسرية.
ويعتبر العكبر بمثابة مضاد حيوي طبيعي لجسم الإنسان لاسيما وأن العناصر المتوافرة به تسهم بشكل كبير في تقليل التعرض لأمراض الحساسية بشتى أشكالها ويكافح أيضا الشيخوخة والهرم لدى الإنسان لكونه يتحكم بالهرمونات بداخل الجسم ويعمل على ضبطها وإحداث عملية التوازن.
ومن جانبه أكد الدكتور حبشي نجيب حبشي بمركز بحوث تكنولوجيا الأغذية إن الأبحاث والدراسات الحديثة تمكنت من استخلاص أكثر من 35 مركبا من صمغ النحل فضلا عن مجموعة كبيرة تابعة لمركبات flavonoide بالإضافة إلى الأحماض العطرية غير المشبعة والتي لها نشاط حيوي واسع مثل ferulicacid,caffeice وتدخل هذه المادة بفعالية كبيرة في علاج الأورام الخبيثة والكالو والعديد من الأمراض الجلدية والفطرية المعروفة, وكذلك تستخدم في علاج أمراض الغدة الدرقية التي تصيب جسم الإنسان.
كما يتسم بتأثيره القوى في القضاء على الفطريات التي تتوطن بالأصابع والالتهابات الفطرية التي تصيب أيضا الفم والمعروفة بفطر المبيضات عند المرضى الذين لديهم أطقم أسنان صناعية.
ويستخدم العكبر وفقا لأحدث الدراسات كمضاد للسرطان خاصة الذي يصيب القولون بجانب استخداماته المتعددة في المعالجة الدوائية لمرضى التهابات الكلى الجرثومية والفشل الكلوي.
ويلعب صمغ النحل دورا حيويا في الوقاية من العقم عند الذكور لدى تناوله على فترات متقاربة وتحت إشراف الأطباء. كما يتميز باحتوائه على ثلاث مركبات لها تأثير وفعالية قوية كخافض لأمراض ضغط الدم والوقاية من الآثار الجانبية التي تتبع الارتفاع في ضغط الدم وأيضا انخفاضه.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة إن أحد مركبات العكبر وهو حمض الكافييك لدى تناوله قد أدى الى وقاية بعض خلايا القلب بعد سد الشريان التاجي الأيسر الأمامي الذي يعد أحد الشرايين الأساسية المغذية لعضلة القلب فضلا عن تأثيره في وقاية تخرب شبكة العين والعمل على المحافظة عليها من أمراض الرمد وخلافه.

يقضي على الالتهابات

في حين قالت الدكتورة فاطمة المصري بالمركز القومي للبحوث اكتشف الباحثون أن مكونات خلاصة العكبر له تأثير كبير عند الفئران
لدى إصابتها بجرثومة helicobacter والتي تتسبب في الإصابة بقرحة المعدة, كما نجحت الخلاصة في القضاء على التهابات المهبل المزمنة.
وتوجد دراسات أجريت من قبل المتخصصين على عدد من النساء بمختلف الأعمار ممن استخدمن محلول العكبر كدش مهبلي لمدة 7 أيام متتالية فتبين بعد عمل اختبار لديهن حدوث تحسن بنسبة 76 في المئة وتضاءلت أعراض الالتهاب عند 87 في المئة منهن وبعد مرور 6 أشهر وصلت نسبة الشفاء الى 60 في المئة واختفاء الالتهابات المهبلية المزمنة لديهن.
ويلجأ الباحثون أيضا الى خلطه بزيت الزيتون لمعالجة بعض الأمراض الجلدية التي تؤثرعلى البشرة والوجه لدى تواجد الدهون. كما تمنح الجلد علاجا فعالا ونضارة ويسهم في الحد من انتشار حب الشباب ويفيد كثيرا في إيقاف تساقط الشعر ويحد من الأمراض التي تصيب فروة الرأس.
وتقوم المؤسسات الصناعية بتصنيع الأنواع المجففة من العكبر واستخدامه في لبن الأطفال استنادا إلى المواد الفاعلة التي يحتويها من الفيتامينات التي تسهم في نمو الطفل بشكل صحي وطبيعي وتساعده على الوقاية من شتي الأمراض التي تصيبه منذ ولادته.
وتؤكد الدراسات أن صمغ النحل يمكن خلطه بعدد من الفواكه مثل البرتقال والموز من خلال طحنه جيدا. كما يتم مزجه بالعسل للقضاء على نزلات البرد بشكل مبكر وينصح بتناوله خاصة للأطفال للمساهمة في الوقاية من الأمراض باعتباره أحد المضادات الطبيعية القوية التي تسهم في تقوية جهاز المناعة بالجسم.
ويستخدم العكبر في الأدوات التي تدخل بالعمليات الجراحية يتم استخدامه في تركيب المطهرات المستخدمة أثناء إجراء العمليات الجراحية, كما يمكن تناوله كمسكن موضعي للآلام.
ولدى صمغ النحل القدرة على القضاء بفاعلية على أنواع البكتيريا التي تأقلمت على مقاومة مجموعة المضادات الحيوية والتي يتعرض لها جسم الإنسان عبر فصول العام.