خراب ودمار وفوضي ..
شوية عيال ’إلا من رحم ربي’ فاكرين الموضوع ماتش كورة هتاف وتصقيف وحدف طوب وخراب من اللي كانوا بيعملوه في ماتشات الكورة .. ونقلوا الملاعب وشغبها للشوارع والميادين ..
شوية بلطجية صايعين ’إلا من رحم ربي’ لا في شغل ولا مشغلة وغالباً الوقفة اللي واقفها مدفوعة الثمن ..
مش بنقول أنهم كلهم متآمرين بالعكس..
فيهم محترمين وأفاضل لكنهم موحولين وسط عصابات وبلطجية ومأجورين ..
مش بنقول أننا بنتعامل مع قيادات نزيهة وشريفة بالعكس..
احنا بنتعامل مع قيادات ’في معظمها’ مشبوهة وبتتلكك عشان تدمر كل حاجة ..
وعلي هذا الحال ..
فهل لو انت مناضل عاقل تفضل معتصم وتعطيهم الفرصة ينفذوا اللي هم عايزينه .. سواء بلطجية ومأجورين أو قيادات مشبوهة ممكن تفبرك لك قضية وأزمة وتولع البلد ..
واللا تفض الاعتصام دة ولو مؤقتا لما الوقت يكون مناسب خصوصاً أن المصطبة والقعدة في الشارع شكلها بقي بايخ ومش جايبة همها!!!!!!!!!!!!!!!!
وهل لو أنت رافض للاعتصام وشفت واحد من المحترمين والفضلاء دول مصاب أو مقتول ويتم استغلاله لجلب الجموع الغاضبة وإتاحة الفرصة لحرية انطلاق المأجورين يفعلوا ما يشاؤن وسط الزحام .. فهل سيكون سهلاً أن تقع في هذا الفخ وتكون أداة في تلك المؤامرة بجهل وغفلة؟

يعزُّ عليَّ أن أجد الكثيرين ممن نلتمس فيهم الحكمة والاتزان والبعض ممن نلتمس فيهم الإلتزام والتدين قد ساروا في ركب القطيع دون تمهل ولا تروي ولا وضع الأمور في نصابها ..
نعم .. منظر الإهانة والاعتداء والظلم لا يجب أن يمر مرور الكرام ..
نعم .. منظر الدماء لا يجب أن نقف أمامه مكتوفي الأيدي .. ولكن ..
هل الحل سيكون بالاندفاع والتهور والانسياق مع الجموع ليزيد الظلم ويتفاقم مشهده ويتحول مشهد الدماء لنزيف مستمر؟؟
أين صوت العقل والحكماء؟
أين صوت العلماء والرجوع إليهم يااااااااا ملتزمين أم أنكم أصبحتم مفتين لأنفسكم وأزلتم مرجعية العلم والعلماء؟

كان لدينا مجلس عسكري .. إما أنه مخلص وصادق وإما أنه ماكر خبيث ..
ظهر أو تظاهر لنا بالمودة والوطنية والتعاون ..
فكان رأي الدهماء وبعض الـ’حكماء’ أنه خبيث ماكر حتماً ولا يجب أن يؤتمن ولابد من المواجهة معه ..
وكان رأي العقلاء والحكماء .. أنه إن كان مخلص صادق .. فنعمَّا هي .. ولنترك له المجال حتي يسلم المسئولية ..
أما إنه لو كان ماكر خبيث ويتظاهر بالأمانة وهو ينوي الغدر .. فالمواجهة معه لن تقود للحل بل ستؤدي لحرب وفتنة .. والأولي أن نكون أكثر منه مكراً ونتظاهر بتصديقه وأنه بالفعل وطني ومخلص وندعوه من آن لآخر أن يفي بوعده ونعرضه للضغوط الـ’’محسوبة’’ من وقت لآخر لتنفيذ التزاماته دونما تصعيد يصل لحد المواجهة وهي الفرصة التي ينتظرها ليكشف القناع ويظهر علي حقيقته الخبيثة ويدعي أنه ما قصد ذلك ولا كانت نيته ولكن الضغوط والاستفزازات والـ’حفاظ علي الوطن اضطره لقمع كل المعارضين لأنهم متآمرين علي سلامة الوطن ’!!!! .. وبذلك كان الرأي ألا نصل معهم لتلك المرحلة ولا نتيح لهم الفرصة لكشف هذا القناع بل نضعهم في مأزق الوفاء بالتعهدات والإلتزام بالوعود فلا يكون أمامه في النهاية إلا تسليم السلطة ولو مكرهاً .. فإن أبي فحينها يكون الجميع كتلة واحدة ويد واحدة بدون انشقاقات ولا انقسامات ..
لكن لا يجب أن نتعامل مع الموقف بقرار مسبق وحتمي مادام هناك احتمالات ومادام هناك طرق أخري غير نزيف الدم ..

نعم ..
هناك دماء وهناك انتهاكات لا يجب الصمت أمامها ولا التغاضي عنها ولكن ..
كيف يكون المخرج وما هو الحل ؟
هل بمزيد من الدماء ؟ هل بالصراخ والعويل والصدام والفوضي؟
حديثي هنا مرة أخري للإخوة والأخوات الملتزمين والعقلاء وليس للعامة ولا مدعي الثورية المنساقين خلف الجموع والصوت العالي ..

هل هذه أول مرة يا إخواننا تروا مشهد الدماء؟
أم أن هذه أول مرة تروا مشاهد الذل والظلم ؟

لو قلتم .. نعم .. فأنتم خونة لدماء سيد بلال وقائمة طويلة من إخوانه ممن قُتلوا أو قُهروا قبل ذلك؟
ولو قلتم .. لا .. فلم هذا الصراخ الثورة التي لم تستطيعوها سابقاً نصرة لإخوانكم ممن كانوا في المعتقلات وأسري قوات الأمن ؟.. وأين كنتم من أعراض النساء وقهر الرجال قبل ذلك؟

أتعجب من أحوالنا ..
إما أن نتحمل تحمل الحمير عقوداً طويلة .. بلا غضب ولا مجاهرة بالغضب ..
وإما أن نثور ثورة الثيران .. بلا عقل ولا وعي ولا تروي ..

لا نبرئ الطرف الآخر بل نقول أنه ’’غالباً’’ خائن متآمر وقد يكون بينهم شرفاء .. ولكن ..
نحن لسنا في موقف فيه احتمالات وليس لدينا رفاهية تعدد الاختيارات .. بل نحن مُخترَقون بعملاء ومُحاطون بأعداء .. وأزمتنا الحقيقية في الجهلاء والحمقي الذين لا هم عملاء ولا هم عقلاء ولكنهم أدعياء ومشاكسون ولو لم يُضرب علي أيديهم لغرقت بنا السفينة جميعاً .. وبالتالي لا يجب أن ينساق خلفهم الجميع بل يجب أن يُحكّموا العقل ويراجعوا العلماء لأن الدماء ليست رخيصة والفوضي ليست سهلة وإن أتاحنا لها الفرصة فلن يمكننا الخروج منها بسهولة ..
وهكذا ..
فكما صبرتم علي الغبن والقهر سابقاً وقلتم سيكون لليل نهار فصبرٌ جميل ..
فليكن قليل من الصبر والحكمة في هذا الوقت خاصة ونحن لدينا بشائر خير وتمكين فلا يجب أن نهدمها بأيدينا ..
ولنتذكر ..
ولنحذر ..
هناك مؤامرة لخلق روح من الكراهية بين الشعب والجيش ..
والمدبرون لتلك المؤامرة كثيرين ..
* قيادات كنسية لاتزال تروج لـ’مذبحة ماسبيرو’ والانتقام من الجيش ..
* علمانيين وليبراليين حرق قلوبهم اكتساح الإسلاميين ويبحثون عن الفوضي ولو علي أنقاض هذه البلاد..
* عملاء للخارج هدفهم نشر الفوضي والفتن لتكون البلاد لقمة سائغة لتدخل خارجي مخطَط له..
* بلطجية مأجورين من الداخل لإشاعة الفوضي وإتاحة الفرصة للمخلوع أن يموت موتة طبيعية وهو منعم في كامل رفاهيته .. وإتاحة الفرصة للحاشية للهروب في ظل تلك الفوضي التي قد تتطور لاقتحام سجون وهروب سجناء ..
* قيادات فاسدة في كثير من قطاعات الدولة تدري أنه إن استقرت الأمور فإنها حتماً ستُحاكَم
* قيادات في الجيش مشبوهة تري الفوضي والانقسامات والمواجهات والصدامات فرصتها الأخيرة للبقاء علي عرشها ..

وبالتالي فالجيش نفسه خاضع لمؤامرة بين بعض القيادات المحركة والمحرضة للمواجهة وعملاء ومأجورين ومتلاعبين يدفعون الجموع للمواجهة ..

فــــ..
أفيقوا يا عقلاء قبل فوات الأوان ..
أفيقوا يا ملتزمين قبل ما تخرب مالطة ونقول ياريت اللي جري ما كان ..