الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين .

أما بعد، فإمام الأئمة أبو بكر ابن خزيمة هو كما وصفه الذهبي بـ " سير أعلام النبلاء " : الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الاسلام، إمام الائمة، أبو بكر السلمي النيسابوري الشافعي، صاحب التصانيف، ولد سنة ثلاث وعشرين ومئتين، وعني في حداثته بالحديث والفقه، حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والاتقان، وله عظمة في النفوس، وجلالة في القلوب لعلمه ودينه، واتباعه السنة، قال الحاكم: فضائل إمام الائمة ابن خزيمة عندي مجموعة في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مئة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة أكثر من مئة جزء، وسُئِلَ عبدالرحمن بن أبي حاتم عن أبي بكر بن خزيمة فقال: ويحكم ! هو يسأل عنا ولا نسأل عنه ! هو إمام يقتدى به .
قال الذهبي : ولابن خزيمة ترجمة طويلة في " تاريخ نيسابور " تكون بضعا وعشرين ورقة، من ذلك وصيته، وقصيدتان رثي بهما، وضبط وفاته في ثاني ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاث مئة، عاش تسعاً وثمانين سنة . اهـ باختصار .
وبعد هذه الترجمة المختصرة لإمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله، أشرع بالمقصود في التعريف بآله رحمهم الله .

1 - ابنه الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، أبو العباس السلمي :
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور " : هو أكبر ولد الإمام أبي بكر . ( تلخيص تاريخ نيسابور )
قال أبو معاوية البيروتي : ويُستفاد من قوله ( أكبر ولد ) أن للإمام ابن خزيمة رحمه الله ثلاثة أولاد أو أكثر .

2 – ابنه بكر بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، أبو النضر السلمي :
ترجم له الحاكم في " تاريخ نيسابور " فقال : قال ( أبو ) الطاهر محمد بن الفضل بن إسحاق: توفي عمي أبو النضر سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة، يروى عنه هذا البيت :
لسان الفتى نصب ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
وكأين ترى من ساكت لك معجب ... زيادته أو نقصه في التكلم . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وذكره أبو بكر الإسماعيلي في " معجم شيوخه " وروى عنه،
وما بين قوسين زيادة منّي .

3 – ابنه محمد بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، أبو طاهر السُّلَمي :
عرفناه من ترجمة ابنه أبي عبد الرحمن الفضل الآتية، حيث سمّاه مترجمُهُ عبد الغافر ( الفضل بن محمد بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، ( أبو ) عبد الرحمن بن أبي طاهر، نافلة إمام الأئمة السلمي الجنزروذي ) .

4 – حفيده محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، أبو طاهر السُّلَمي :
ترجم له الذهبي في " سير أعلام النبلاء " فقال : سمع من جده إمام الأئمة فأكثر، ومن أبي العباس السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي، وطبقتهم.
حدث عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي، وأبو بكر محمد بن عبدالرحمن، ومحمد بن محمد بن يحيى، وأبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ، وأبو بكر محمد بن الحسن بن علي المقرئ، وجماعة.
قال الحاكم ( في " تاريخ نيسابور " ) : عقدت له مجلس التحديث في سنة ثمان وستين وثلاث مئة، ودخلت بيت كتب جده، وأخرجت لها منها مئتين وخمسين جزءاً من سماعاته الصحيحة، وانتقيت له عشرة أجزاء، وقلت له: دع الأصول عندي صيانة لها، فأبى وأخذها وفرّقها على الناس وذهبت، ومدَّ يده إلى كتب غيره فقرأ منها، ثم إنه مرض وتغيّر بزوال عقله في سنة أربع وثمانين، ثم أتيته بعد للرواية، فوجدته لا يعقل ( وكل من أخذ عنه بعد ذلك فلقلة مبالاته بالدِّين، وتوفي ليلة الجمعة الثامن عشر من جمادى الأولى من ) سنة سبع وثمانين وثلاث مئة، ودفن في دار جده . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : ما بين قوسين زيادة من " الاغتباط بمن رمي بالاختلاط من الرواة الثقات " .

5 - حفيدته فاطمة بنت بكر بن محمد بن إسحاق بن خزيمة :
ترجم لها الحاكم في " تاريخ نيسابور "، وقال : سمعت أباها وحدّثت، وتوفيت رحمها الله في رجب سنه اثنين وأربع مئة، والله تعالى أعلم .
تلخيص تاريخ نيسابور

6 – حفيده الفضل بن محمد بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، ( أبو ) عبد الرحمن بن أبي طاهر السُّلَمي :
ترجم له عبد الغافر الفارسي ( ت 529 هـ ) في " ذيله " على تاريخ نيسابور – المسمّى " السياق لتاريخ نيسابور – فقال : نافلة إمام الأئمة السلمي الجنزروذي، كبير من بيت العلم والعدالة والتزكية، ذكر أن ميلاده سنة خمسين وثلاث مئة، وتوفي ( ... لا يوجد تاريخ ! )، روى عنه أبو صالح .
قال أبو معاوية البيروتي : قوله ( نافلة إمام الأئمة ) يقصد به حفيده، كما في قوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً } ( الأنبياء : 72 ) أي زيادة على ما سأل، فإبراهيم عليه السلام سأل ربَّه الولد، فجاءه إسحاق، ثم جاءه حفيده يعقوب نافلة .

7 - ابن حفيده الفضل بن محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري الجنزروذي، أبو العباس بن أبي طاهر :
ترجم له عبد الغافر الفارسي في " ذيله " على تاريخ نيسابور – المسمّى " السياق لتاريخ نيسابور – فقال : ثقة من بيت العدالة والتزكية والإمامة والزعامة القديمة، حدث عن أبيه أبي طاهر وطبقته، ثم عن الحاكم أبي عبد الله وطبقته، روى عنه أحمد بن أبي سعد الإسكاف . اهـ .


كتبه أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي.