الخميس 26 اغسطس 2010



مفكرة الاسلام: في الوقت الذي لا تزال فيه قضية "كاميليا شحاتة" زوجة كاهن دير مواس بالمنيا (300 كم جنوب القاهرة) والتي أسلمت ثم سُلِّمت إلى الكنيسة التي تتحفظ منذ أواخر يوليو الماضي، تثير ضجة كبيرة داخل المجتمع المصري، يخرج الأقباط بقضية مماثلة بطلتها هذه المرة تسمى "مادلين عصام" وتبلغ من العمر 17 سنة، وهي تنتمي إلى محافظة المنيا نفسها لكنها من قري التوفيقية بمركز سمالوط.
ونظم الأقباط مظاهرات بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم الأربعاء احتجاجا على ما وصفوه باختفاء مادلين عصام.
وبحسب صحيفة "الدستور" المصرية، فقد توافد 150 شخصًا من أقارب مادلين إلى الكاتدرائية وانضم إليهم حضور عظة بابا الأقباط شنودة الذين قُدِّروا بنحو 500 شخص مطالبين بعودة مادلين ومتهمين أمن الدولة بالتقاعس.
ودأب الأقباط في مصر على اللجوء إلى مثل هذه المظاهرات لإثارة الرأي العام والضغط على الحكومة والسلطات الأمنية؛ بهدف استعادة بعض الفتيات والنساء اللاتي أسلمن وهجرن منازلهم خشية تعرضهم للاعتقال الكنسي والتعذيب في الأديرة.
وردد المتظاهرون الأقباط هتافات لم تخلُ من لعب على وتر السياسة من قبيل "ياجمال (مبارك) هتبقى الريس خطف بناتنا مش كويس"، و"ياجمال قول للريس خطف بناتنا مش كويس"، و"يا أحباب يا أحباب .. الانتخابات على الأبواب".
وهي نفسها الهتافات التي نادوا بها في أزمة اختفاء "كاميليا شحاتة" التي لا تزال أصداؤها مستمرة في الشارع المصري وتؤجج غضبًا عارمًا لدى المسلمين الذين رأوا في تسليمها للكنيسة بعد تأكد إسلامها تقاعسًا من الجهات الأمنية.
تفاصيل اختفاء مادلين:
وحول تفاصيل اختفاء "مادلين عصام"، يقول شقيقها "مينا عصام" إن شقيقته اختفت منذ يوم الاثنين 10 أغسطس الجاري بعد خروجها لحضور درس خاص لدى مدرس اللغة العربية محمد صلاح (60 سنة) إلا أنها تأخرت واتصلنا بجميع المعارف والأصدقاء ولم نجدها وهاتفها كان مغلقا وعندما اتصلنا بالمدرس والذي كان غير موجودا في مكان إعطاء الدرس قال إن مادلين لم تحضر في هذا اليوم.
وأضاف مينا عصام أن شقيقته لا تعاني من أي مشاكل وغير مرتبطة وهي قاصر من مواليد 1 يناير 1993 متهما الجهات الأمنية بالتقاعس عن إعادة شقيقته.
شنودة: خدوا بالكم من عيالكم!!
أما بابا الأقباط في مصر، فقد رد على المتظاهرين الذين وجهوا له تساؤلات حول اختفاء مادلين بقوله: "نصيحتي ليكم كلكم خدوا بالكم من عيالكم ... أنصح الآباء والأمهات بتقديم كل الحنان لأبنائهم".
هذا، وقد انفض المتظاهرون في حوالي الساعة العاشرة مساء الأربعاء واتجهوا عائدين إلى المنيا. وأكد أحد المتظاهرين أنهم سيعاودون التظاهر مرة أخرى إما في الكاتدرائية أو أمام وزارة الداخلية أو أمام مجلس الشعب في حالة عدم رجوعها خلال ثلاثة أيام.
"كاميليا" جديدة:
وتنذر هذه الأزمة بتكرر حالة "كاميليا" التي لم تظهر إلى العلن منذ أن أثيرت قضيتها في أواخر يوليو، بعد اختفاء دام عدة أيام، حيث ذكرت تقارير أنها هربت من منزل زوجها، ولجأت إلى اثنين من المسلمين لمساعدتها على توثيق إسلامها بالأزهر، لكن المسئولين رفضوا، وقام الأمن بتوقيفها وتسليمها إلى الكنيسة.
وأثير منذ ذلك جدل واسع حول مدى قانونية ذلك، وقام محاميان إسلاميان بتقديم بلاغات إلى النائب العام للكشف عن مصيرها، باعتبار أن احتجازها يتنافى مع القوانين المحلية والدولية، التي تكفل حرية العقيدة، فيما كشف أخيرًا عن وثائق رسمية تؤكد أن الأمن على علم بإسلامها.
ولم تكن قضية "كاميليا" الأولى من نوعها؛ فقد سبقتها قضية وفاء قسطنطين (مواليد 1956) وهي مهندسة زراعية كانت متزوجة من "مجدى يوسف عوض" كاهن مسيحي مصري راعي كنيسة أبو المطامير في محافظة البحيرة. وقد أعلنت إسلامها بعد سماعها حلقات للإعجاز العلمي للقرآن الكريم للدكتور زغلول النجار. وعقب إعلانها الدخول في الإسلام ثارت الكنيسة المصرية والمسيحيون المصريون وقاموا بتظاهرات في الكنيسة ادعوا فيها أنها أجبرت على الدخول في الإسلام. فأثارت قضيتها الرأي العام المصري إلى أن تدخل الرئيس حسني مبارك وأمر بتسليمها للكنيسة؛ لتحتجزها الكنيسة في بيت للراهبات في منطقة النعام في القاهرة عدة أيام قبل أن تنقل إلى دير الأنبا بيشوي، وهناك تنقطع أخبارها ولم تظهر مرة أخرى من ذلك الحين وسط إدعاءات بقتلها من قبل الكنيسة عقابا لها. وأعلن أن شنودة رفض بشكل نهائي ظهور وفاء قسطنطين، لأن هذا سيسبب الكثير من المشاكل للكنيسة على حد قوله.