حتى لو وصل نتنياهو للحكم في مصر ..................فالعاقبة للمتقين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد :

الكل اليوم يرقب ما يمكن أن تؤول له الأمور في مصر وتونس بعد أن انتفض الشعب في كلا البلدين ضد الطاغوت الجاثم على صدورهم منذ عدة عقود ولا شك بأن الاهتمام بما يدور الآن على الساحة أمر في غاية الأهمية ومن دون شك فإن ما ستؤول له الأمور بعد انتهاء الثورة على الطاغوت أمر في غاية الأهمية أيضاً ومن المعلوم بأن لكل رؤيته وتطلعاته الخاصة به والمرتبطة قطعاً بالهدف الذي يسعى لتحقيقه فتطلعات العلمانيين وحتى من يصنفون على أنهم أصحاب ( الاعتدال ) ممن ينسبون أنفسهم للإسلام وعلى رأسهم الإخوان المسلمين تختلف قطعاً عن توجهات من جعل غايته الكبرى تعبيد العباد لرب العباد بتحكيم شريعة الله في الأرض فالعلمانيون والإخوان سيكون سقف مطالبهم متدنياً جداً فتشكيل حكومة ( ديمقراطية ) وتعددية حزبية وتداول السلطة أعلى مطالبهم لأن الهدف الأسمى عندهم تحقبق بعض المكاسب التي تصب في صالح أحزابهم ولو اصطدمت هذه المصالح بما يقرره الشرع الحنيف .

ولا شك بأن ما يجري اليوم في مصر تحديداً واستناداً لواقع السلطة الحاكمة والتيارات الحزبية الموجودة هناك ترشح عدداً من السيناريوهات التي يمكن أن تؤول إليه الأمور في المنظور القريب على الأقل :


السيناريو الأول

تمسك الطاغوت اللامبارك بالسلطة معتمداً على دعم السلطة العسكرية التي يقودها بنفسه بعد أن يوصل الشعب لمرحلة يأس من تنحيته يقدم خلالها الطاغوت مزيداً من ( التنازلات ) والتي قد تصل إلى الإعلان عن انتخابات مبكرة لمجلس الشعب وتنحية عدد آخر من رجالات الحزب الوطني الحاكم واستقدام عدد من قيادات ما يسمى المعارضة للمشاركة في السلطة بعد أن ينفذ الطاغوت سياسات محددة توصل الشعب لحالة من الفوضى التي يلعب أزلام النظام على إشعال فتيلها وهو ما ثبت فعلاً حين اكتشف الناس أن من يقوم بأعمال السلب والنهب المنظمة هم من أتباع النظام وبخاصة من الشرطة .

ولعل هذا السيناريو بعيد المنال وأستبعد أن يتم خاصة إذا استمر الشعب في انتفاضته مما يجعل ضغط الحكومات الغربية يتصاعد لتنحية اللامبارك عن السلطة وهو أمر لا يزال الشعب يطالب به سواء قبلت القيادات الحزبية بذلك أم لم تقبل .


السيناريو الثاني

تصاعد انتفاضة الشعب ضد النظام لدرجة انقلاب المؤسسة العسكرية على الرئيس وقيام انقلاب عسكري تعلن فيه حالة الطوارئ في البلاد يعلن بعدها عن انتخابات لمجلس الشعب ومن دون شك سيكون ذلك بالتواطؤ مع الأمريكان الذين يحركون على الأقل قيادات المؤسسة العسكرية ويمكن أن تكون الحكومة العسكرية حكومة انتقالية يتم بعدها تسليم السلطة لشخصية مدنية ولربما عسكرية اعتزلت العمل العسكري لحين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وهو سيناريو قابل للتحقيق بدرجة معقولة فرأس مطالب الشعب والمعارضة سيكون قد تحقق وهو تنحية اللامبارك عن السلطة .


السيناريو الثالث

استمرار انتفاضة الشعب وإعلان اللامبارك استقالته وتسليم الأمور لنائبه عمر سليمان أو رئيس مجلس الشعب بحيث يتكرر المشهد التونسي مع فارق عدم لجوء اللامبارك للهرب بل للاستقالة لأن أمر الهروب لا تريده أمريكا حتى لا تتكرر المسألة في مواقع أخرى من العالم العربي الذي قد يستنسخ التجربة التونسية والمصرية يلي ذلك انتخابات رئاسية وبرلمانية تشترك فيها كل التيارات في الساحة المصرية من قوميين وإخوان وغيرها من التنظيمات تطرح شخصية للحكم قد تكون البرادعي عميل أمريكا الذين أعلن العلمانيون والإخوان طرحه قبل انتفاضة المصريين كبديل لحسني اللامبارك تلتزم بالاتفاقيات الدولية الموقعة بما فيها اتفاقية الاستسلام مع إسرائيل .



هذه السيناريوهات الثلاثة هي المرشحة (بوجهة نظري ) بقوة للأحداث حسب معطيات الواقع وقد يتداخل سيناريو وآخر يشكلان سيناريو رابع كاتفاق ما يسمى المعارضة مع المؤسسة العسكرية لتقاسم السلطة بعيداً عن اللامبارك .


والسؤال المهم هنا :

هل سيخرج أهل الإسلام بخفي حنين مما يجري ومما ستؤول له الأحداث في مصر ؟



أقول بعون الله تعالى :

حاشا الكريم الرحمن أن يخذل عباده الموحدين فالعاقبة حتماً للمتقين تحقيقاً لا تعليقاً فإن كل الأحداث على الساحة ستصب حتماً في مصلحة الموحدين فالأمة جربت حكم الطواغيت وعانت الأمرين سنين طويلة عرفت خلالها أن حكم الطاغوت لم يأت لهم بخير يوماً من الأيام بل حول حياتها إلى جحيم لا يطاق حتى وصل الأمر أخيراً لأن ينتفضوا عليهم مطالبين بخلعهم ولم يتبق سوى المرحلة التي تسبق الانتفاضة الحقيقية والتي ستكون حتماً انتفاضة لله ولتحكيم شرع الله بعد أن تجرب الأمة بنفسها حكم ( الديمقراطيين ) الذي لن يحقق لهم أدنى مطالبهم الشرعية بل والحياتية اليومية فالله جل جلاله يقول ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ) وهل هناك إعراض أكبرعن ذكر الله من أن يجعل المجرمون لله نداً يشرع لهم من دون الله وأعتقد أن مرحلة حكم الديمقراطيين لن تطول كثيراً فالشعب الذي انتفض على الطواغيت الذين سفكوا الدماء وأرهبوا الناس لسنوات طوال لن يسكت عن حكم من هم دونهم في البطش وبخاصة أن الشعب قد استيقظ على حقيقة مهمة أنه قادر على التغيير وقادر على كسر حاجز الخوف والهزيمة النفسية وبأن الأمة لو أرادت لحققت ما تريد فكيف إن كان مرادها الله جل جلاله ولعل هذه المسألة تحديداً من أهم النتائج الإيجابية لانتفاضة الشعوب الحالية رغم أنها لم تؤطر بإطار الشريعة .

ومن دون شك فإن المرحلة القادمة مرحلة عمل حثيث للموحدين ان استغلوها بشكل سليم سيهيئون دون شك للتغيير الشرعي المطلوب فقد يجد الموحدون في الواقع القادم فسحة للعمل بأريحية أوسع تتيح لهم تقديم الدين الحقيقي الذي غيبه الطواغيت وغيبته الحركات العلمانية والإخونجية عن واقع المصريين لسنوات طويلة وبخاصة أن المصريين شعب مسلم بفطرته يحتاج لمن يمسك بيده ويقوده نحو الطريق السليم وسيكون لأهل الجهاد العالمي دور ريادي قطعاً في المرحلة القادمة وإن قدر الله تعالى المزيد من التصاعد المبارك للمجاهدين في العراق والصومال وأفغانستان وجزيرة العرب فسيصب قطعاً في صالح المسلمين في مصر ولا بد من التذكير هنا بأن الواقع الجغرافي لمصر وحدودها المشتركة مع فلسطين وكراهية الشعب المصري اللامحدود لليهود سيلعب دوراً كبيراً هو الآخر في التغيير المطلوب فالمصريون لم ينسوا يوماً ما فعله اليهود بأبنائهم في سيناء حين قتلوا أسراهم وهم مقيدون .

أسأل الله تعالى أن يمكن للموحدين المجاهدين في كل مكان وأن يرشدهم لما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة .

هذا والله تعالى أعلم

كتبه / إمارة الجهاد